Apr 12, 2016

من ديوان "ما أنام من أجله اليوم"


رقة

كما ولد مترنح يغوي الموت،

ملتَ على كتف الندم.

تعانقت ظلالنا حينها وتداخلت،

مفصحة عن رقة متأخرة.

كان علينا أن نفتش عن زوايا الهاوية

إلا أن كل رؤية مكتسبة تشترط فقداً مسبقاً.

هكذا يستذكر أمثالك عالماً لم يكثرت لإنقاذهم،

يرصون قلوبهم بانتظار باص إلى الجحيم حيث

يقبع كل الرجال الذين عاندوا دموعهم.


الموت كتمثال

في الثالثة والعشرين من عمرك،

تصلين مع عائلتك الحزينة

وتعتقدين أنك فتاة تذهب للمطارات ولا تسافر.

تجلسين في الطائرة محاطة بجنود سود

ينامون ويحلمون بعراقيين اضطروا لقتلهم.

خلال 16 ساعة، خسرت بلدك للمرة الثانية،

بلداً لا يمكن لأحد أن يحبها.

الجامعة تدفع لك راتباً أقل من الحد الأدنى

لتعلمي أبناءهم عن نساء يتزوجن بشكل تقليدي،

وعن رجال لم يكتشفوا مثليتهم.

تذهبين للفصل كأنك في مقابلة للحصول على فيزا.

هناك حياة تركتها وتعلمين أنها ستموت مثل تمثال،

وهنالك حياة في المنتصف لا تخرج من مربع skype

وهذه بيوت تصلح للفئران، للصناديق، ولنا.

تعلمين:

أن قلبك ينبض وحيداً،

أنك لا تغضبين طويلاً لأنك مشغولة بعمل الكثير،

أن كل الأشياء تتغير إذا انتظرنا بلا نهاية،

أن لا وعود يمكن إنقاذها بعد عبور المحيط.


مخبز الشياطين

خربشات على الزجاج توقظني

أظنها زيارة فراشة.

أرمي بعيوني من النافذة

لا شيء مختلف:

قارة آسيا كما هي خالية

من القداسة ومنذورة للطغاة،

نقود تسقط من المارة

تهز في قلبي شوارع،

وكما هي العادة

يضحك الماء من الحصى.

لا شيء جديد:

الجنود يطعنوننا في شراييننا

ويبنون لنا سقوفاً خالية من الظلال،

حتى لصوص الحي اعتادوا

على غيمة واحدة.

* نُشرت في موقع الكتابة - مارس ٢٠١٦

No comments:

Post a Comment